أين التطبيع الاسرائيلي في السعودية؟

عاجل

الفئة

shadow
*ريم عبيّد*

بعد أن كان التطبيع مع الكيان الاسرائيلي وشيكا، وكانت الحسابات الاسرائيلية وقد بدأت بالعد العسكي، ذهبت الرياض عكس ما يشتهون، فكان التطبيع مع سوريا أقرب.
عوامل كثيرة أخرت هذا وقدمت ذاك.

*لماذا تأخر التطبيع في السعودية ؟*

فما أخر التطبيع مع الكيان، الذي لا زال مطروحا في أي لحظة، ولكن حتما ليس في الفترة الراهنة_ هو سلسلة من القناعات والأحداث التي دارت وثبتت للسعودية أن الأمر ليس ملحا ولا يعد أولوية بل على العكس فإن تأخيره أجدى.
أولا، قيادة منطقة الخليج لا تحتاج تطبيعا مع الكيان، فالامارات والبحرين اللتان طبعتا لم يسعفهما التطبيع ليتقدما في اي مجال، بل لعله في مواضع عدة ساهم في تآكل بنيتيهما، وأصبحتا عرضة للخطر أكثر من أي وقت مضى.
ثانيا، التطبيع مع الكيان الآن بعد تغير المشهد الدولي وتراجع دور واشنطن في الشرق الأوسط لم يعد حاجة لدول الخليج؛ فالكيان الذي يتلقى في كل مرة ضربات موجعة، عدا عن تهالكه الداخلي لم يعد قادرا أن يحمي أحدا وساحته مستباحة.

ثالثا، الرفض الشعبي، حيث أنه وفي دراسة أجراها معهد واشنطن تبين  أن واحدا وثمانين في المئة من السعوديين يرفضون الحصول على أي مساعدة إنسانية مقدّمة من الكيان الإسرائيلي، في حال حصول هزة أرضية أو أي كارثة طبيعية أخرى. 
رابعا، عودة العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، هو عامل مؤخر أيضا.
خامسا، العقدة اليمنية التي لم تحل بعد، وقد أثرت على استمرار السعودية في خطوات التطبيع حتى اعلانه.
سادسا، فشل المشروع السابق مع ترامب ونتياهو بضرب ايران وحلفائها وبالتالي اجبار السعودية على الانكفاء وما زاد في تعميق الازمة خسارة الحرب في اليمن ولو انها ربحت الحرب لذهبت الى التطبيع منتصرة دون رادع
سابعا، لجأت السعودية الى تخفيف الخسائر تدريجيا بالتفاهم مع ايران ولاحقا سوريا من اجل الانصراف الى نيوم وخطة ٢٠٣٠ وهذه الخطة تتطلب الاستقرار الشامل في المنطقة فتراجعت او تأجلت مسارات التطبيع مؤقتا.
ثامنا، تنامي قدرات المقاومة الفلسطينية عامل مهم في تأخير التطبيع أيضا.

*دوافع العودة الى سوريا*

أول الدوافع كان انتصار سورية بعد الحرب الكونية، ما ثبت بالدليل أنها قادرة على مجاراة كبريات الدول، والمصالحة معها أولى.
ثانيا، رغبة السعودية في تسيد المنطقة وهو ما جعلها تنفتح على القريبين والبعيدين على حد سواء.
ثالثا، المقامرة الاميركية على الاقل على مستوى الادارة الحالية بملفات متعددة ورؤساء دول، اوكرانيا مثال، وهو ما بات يدفع دول الخليج الى اعادة حساباتها، ودراسة خطواتها، وتحديد التبعية لواشنطن بمحددات مصالحها.

احتمالات التطبيع لا زالت قائمة 
ففي دراسة هامة لمعهد واشنطن الأمريكي قال فيها ان تسلسل الدبلوماسية ‎السعودية في المنطقة؛ يبدأ بالقضية الفلسطينية، وينتهي باحتمالية التطبيع مع إسرائيل، لكن هذا التسلسل آخذ في التلاشي الآن .
ويعود هذا التحليل الى أن السعودية وفي الفترات الأخيرة، لا ترغب في تقديم الخدمات مجانا ، هذا بدا واضحا حتى في علاقاتها مع الدول العربية ومنها مصر.
في وقت، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولَين أميركيين مطلعين أن البيت الأبيض يريد تكثيف الجهود الدبلوماسية لدفع السعودية وإسرائيل لعقد اتفاق سلام قبل نهاية العام الجاري وانشغال الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالانتخابات الرئاسية 2024.

*علاقات السعودية الجديدة بوابة للسلام*

ما يخشاه مراقبون هو ان يكون انفتاح السعودية على عدد من دول المنطقة التي كانت تسود بينها خلافات ، سببه تمرير السلام مع الكيان الاسرائيلي شيئا فشيئا، ذلك انه من غير المقنع أن تكون الرياض خرجت من العباءة الاميركية ، وتمرد هنا وتأخر هناك لا يعنيان أن القرار الاميركي لم يعد مؤثرا.

في الخلاصة، خطوات عدة قامت بها السعودية فتحت فيها الباب للاسرائيليين للدخول الى اراضيها اولها كان فتح المجال الجوي للطائرات الاسرائيلية وليس آخرها منح تأشيرات للاسرائيليين، ولكن الاعلان عن التطبيع لم يحن أوانه بعد، قد يتأخر لزوم المرحلة، ولكنه ورقة مطروحة في أي وقت.

الناشر

1bolbol 2bolbol
1bolbol 2bolbol

shadow

أخبار ذات صلة